اليابان في مواجهة شيخوخة السكان: تحديات الخرف وحلول مبتكرة
بقلم: أميمة عابيدي
عن جريدة تارودانت taroudant 24
تحديات ديموغرافية.. ومخاطر متزايدة
تُصنف اليابان كواحدة من أسرع المجتمعات شيخوخةً عالمياً، حيث يُشكل كبار السن (65 عاماً فما فوق) أكثر من 28% من إجمالي السكان. هذا التحول الديموغرافي العميق يفرض تحديات غير مسبوقة، أبرزها الارتفاع الكبير في عدد المصابين بمرض الخرف، الذي تجاوز حاجز المليون حالة وفقاً لإحصائيات حديثة. وتتوقع التقارير أن يرتفع هذا العدد إلى ستة ملايين بحلول عام 2050 إذا لم تُتخذ إجراءات استثنائية لاحتواء الأزمة.
استجابة استباقية.. وخطط مستقبلية
واجهت الحكومة اليابانية هذه المُعضلة بخطوات عملية، أبرزها تشكيل لجنة وطنية متخصصة لبحث سُبل مواجهة الخرف، بدءاً من تعزيز الرعاية الصحية المُتقدمة، وصولاً إلى دمج التكنولوجيا في تطوير حلول ذكية لدعم المرضى وعائلاتهم. كما تعمل اليابان على تطوير برامج توعوية لتعريف المجتمع بمراحل المرض، إضافة إلى تدريب الكوادر الطبية على أحدث أساليب التشخيص والعلاج.
لا تقتصر الجهود على الجانب الطبي؛ فقد أطلقت عدة مدن يابانية مبادرات لتحويل المجتمعات إلى مساحات صديقة لمرضى الخرف، عبر تصميم شوارع ومرافق تُسهل تنقلهم، وتوفير أنشطة تحفيزية للحفاظ على نشاطهم الإدراكي. كما تُستثمر تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي والروبوتات المساعدة لتقديم الرعاية المنزلية، ما يخفف العبء عن الأسر.
خاتمة:
تُقدم اليابان نموذجاً فريداً في التعامل مع تداعيات الشيخوخة السكانية، حيث تجمع بين الابتكار التكنولوجي والتخطيط الاستراتيجي الطويل الأمد. ورغم التحديات الكبيرة، تبقى هذه الجهود مؤشراً على إمكانية تحويل الأزمات الديموغرافية إلى فرص للتطوير المجتمعي.
الكلمات المفتاحية: شيخوخة السكان، الخرف في اليابان، الحكومة اليابانية، تقرير فرانس24، حلول مبتكرة.
بقلم: أميمة عابيدي
عن جريدة تارودانت taroudant 24