📁 آخر الأخبار

"احتفال صيني في الصحراء المغربية: بين الاقتصاد والاعتراف الضمني"

"احتفال صيني في الصحراء المغربية: بين الاقتصاد والاعتراف الضمني"

 "احتفال صيني في الصحراء المغربية: بين الاقتصاد والاعتراف الضمني"

فعالية عيد الربيع تكرّس لغة الأفعال في الدبلوماسية الاقتصادية


الشراكة الرباط-بكين: قراءة في تفاصيل "الجيوسياسة الناعمة"


في خطوة جمعت بين البعدين الثقافي والسياسي، نظمت شركة صينية لصناعة السيارات احتفالاً مميزاً بمناسبة عيد الربيع الصيني في إحدى مدن الأقاليم الجنوبية للمغرب، حيث شهدت الفعالية توزيع هدايا على المواطنين، في مشهد يختزل أكثر من رمزية. فاختيار الصحراء المغربية موقعاً للاحتفال بمناسبة وطنية صينية لم يكن مجرد حدث تسويقي عابر، بل حمل في تفاصيله إشارات دبلوماسية عميقة، تعكس تحولاً في لغة التعامل الصيني مع القضايا الحساسة.


الجيوسياسة في ثوب الاحتفالات:

عادةً ما تتحرك الشركات الصينية وفق حسابات دقيقة، حيث تحمل مواقع أنشطتها دلالات تتجاوز البعد التجاري. وفي هذا السياق، يُقرأ اختيار مدينة صحراوية مغربية لإحياء عيد الربيع كرسالة ناعمة تعزّز الموقف الصيني الداعم لوحدة المغرب الترابية، في إطار سياسة "الدبلوماسية الهادئة" التي تعتمد الأفعال بدلاً من التصريحات المباشرة. هذا التوجه يتوافق مع تطورات العلاقات الثنائية، التي تشهد تعاوناً متصاعداً في مجالات الاستثمار والبنى التحتية، ما يجعل المغرب بوابة رئيسية لنفوذ بكين في أفريقيا.


الاقتصاد مرآة السياسة:

رغم التزام الصين الصارم بمبدأ "عدم التدخل في الشؤون الداخلية"، إلا أن تحركاتها الاقتصادية تكشف عن توجهاتها السياسية بشكل غير مباشر. فزيادة الاستثمارات الصينية في المغرب، واختيار مواقع حساسة مثل الصحراء للفعاليات الرمزية، يُعدّ تعبيراً عن انحياز استراتيجي يتجاوز المصالح المباشرة. هنا، تُظهر بكين ذكاءً في توظيف أدوات القوة الناعمة، حيث تُترجم الشراكات الاقتصادية إلى دعم سياسي مُضمر، خاصة في ظل التنافس الدولي المحتدم على النفوذ في القارة الأفريقية.


بقلم: اميمة عابيدي

عن جريدة تارودانت taroudant24


الكلمات المفتاحية: الصحراء المغربية – الشراكة الاستراتيجية – الاعتراف الضمني – الأنشطة الاقتصادية – المواقف السياسية – الحضور الصيني – المغرب – بكين – الجيوسياسة الناعمة.


هيئة التحرير
هيئة التحرير
تعليقات