ساحة البارود: نبض تارودانت القديم
بقلم : اميمة عابيدي
عن جريدة تارودانت بريس 24 | taroudant press 24
ظلت ساحة البارود لقرونٍ شاهدةً على نبض الحياة في تارودانت، مركزاً للتجارة واللقاءات الاجتماعية وقلباً نابضاً يختزل ذاكرة المدينة العتيقة. هذه الساحة التاريخية، التي حملت اسم "البارود" تيمناً بمخازن الذخيرة المجاورة التي كانت تحرس أمن المدينة، شكلت لوحةً حيةً تعكس روح المجتمع التارودانتي الأصيل.
القلب النابض للتجارة والتراث
في الماضي، لم تكن الساحة مجرد فضاءٍ مفتوح، بل سوقاً عامراً بالحركة منذ الفجر. حوانيت النحاسيين والحدادين والنساجين تصطف كعقدٍ ثمين، بينما يعبق الهواء بروائح التوابل والأصواف والصناعات التقليدية. هنا، تتداخل أصوات المزايدة على البضائع مع همسات القصاصين الذين يحكون حكايات الأجداد تحت ظلال الأشجار، محولين الساحة إلى مسرحٍ يوميٍ للتراث الحي.
ذاكرة حية في هندسة المدينة
تتجلى عبقرية تخطيط المدينة في موقع الساحة الاستراتيجي - قرب باب القصبة وباب الزركان - ما جعلها ملتقى للقوافل القادمة من سوس والأطلس والصحراء. هندستها البسيطة بفسحتها الواسعة وممراتها المتشعبة، صُممت لاستيعاب حلقات البيع والشراء والاحتفالات الشعبية، بينما كانت الأروقة المحيطة توفر ظلالاً وارفةً للتجار والزوار، ناقلةً إيقاع الحياة اليومية بكل تفاصيله الصاخبة والحميمة.
اليوم، ورغم تحول بعض معالمها، تبقى ساحة البارود رمزاً لا يمحى من هوية تارودانت. ذكراها تحمل في طياتها حكايات التكافل الاجتماعي وازدهار الحرف، وتذكيراً بأهمية صون هذه الفضاءات التاريخية كجسورٍ بين الأجيال، تحفظ الروح الجماعية للمدينة وتُعيد نبض الحياة إلى ذاكرتها الحجرية.
بقلم : اميمة عابيدي
جريدة تارودانت بريس 24 | taroudant press 24
كلمات مفتاحية: ساحة البارود تارودانت، تاريخ تارودانت، تراث سوس، الأسواق القديمة المغرب، المعمار التاريخي سوس، الذاكرة الجماعية تارودانت، الحرف التقليدية المغربية، رموز المدن العتيقة.